السبت، 22 نوفمبر 2025

12:27 ص

مهرجان القاهرة السينمائي يكرم مدير التصوير محمود عبد السميع

الجمعة، 21 نوفمبر 2025 09:14 م

آيه بدر

صورة من الحدث

صورة من الحدث

شهدت الدورة السادسة والأربعون من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي اختُتمت فعالياتها مساء الجمعة بدار الأوبرا المصرية، لحظة فنية فارقة تمثّلت في تكريم مدير التصوير السينمائي القدير محمود عبد السميع، ومنحه جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر تقديرًا لمسيرة حافلة امتدت لأكثر من خمسة عقود في خدمة الفن السابع.

وجاء هذا التكريم ليجسد اعترافًا رسميًا من المهرجان بإسهامات عبد السميع الكبيرة في عالم التصوير السينمائي، بعد أن قدّم خلال مشواره عشرات الأفلام التسجيلية والروائية التي أثرت المكتبة السينمائية المصرية والعربية، وأسهمت في تشكيل الوعي البصري لدى أجيال من صناع السينما والمتذوقين على حد سواء. 

وقد حرصت إدارة المهرجان على التأكيد بأن اختيار عبد السميع لم يكن محض مصادفة، بل جاء انطلاقًا من تأثيره الواسع في تطوير لغة الصورة، سواء من خلال أعماله الميدانية أو من خلال دوره الأكاديمي في تعليم التصوير.

مسيرة ممتدة منذ ستينيات القرن الماضي

كان عبد السميع قد حصل على بكالوريوس التصوير الفوتوغرافي والسينمائي من كلية الفنون التطبيقية عام 1966، قبل أن يبدأ رحلته الاحترافية في المركز القومي للسينما، حيث عمل مديرًا للتصوير ومشرفًا على العديد من الأفلام الوثائقية، ثم منتجًا منفذًا في مشروعات كان لها بالغ الأثر في تسجيل التاريخ المصري البصري خلال فترة حرجة من عمر الدولة.

وخلال مسيرته الطويلة، قدّم عبد السميع ما يزيد على 200 فيلم وثائقي منذ انطلاقة مشواره، ليصبح أحد أهم المصورين الذين امتلكوا قدرة استثنائية على التقاط التفاصيل الإنسانية في بيئات شديدة الصعوبة. 

كما لعب دورًا محوريًا في تدريس المهن السينمائية منذ ستينيات القرن الماضي وحتى السنوات الأخيرة، ما جعله أحد أبرز الأسماء التي أسهمت في تخريج أجيال متعددة من المصورين وصناع الأفلام.

شاهد على لحظات فارقة في تاريخ مصر

وكان عبد السميع أول مصور سينمائي يقتحم جبهة القتال خلال حرب الاستنزاف في يوليو 1969، حيث نجح في توثيق لحظات نادرة من المواجهات التي سبقت حرب أكتوبر. واستمر عمله خلال فترة وقف إطلاق النار وحتى اندلاع الحرب، ليصبح جزءًا من الذاكرة البصرية للمعارك المصرية.

كما عمل مع كبار مخرجي السينما الوثائقية من جيل الرواد والأجيال اللاحقة، إلى جانب تعاونه مع عدد من المخرجين العرب والأجانب، الأمر الذي رسخ مكانته كأحد أهم المصورين في المنطقة العربية.

أعمال شكلت مرحلة كاملة في السينما المصرية

شارك عبد السميع كمدير تصوير في عدد من الأفلام الروائية البارزة المرتبطة بمدرسة الواقعية الجديدة، ومن أبرزها أفلام: "العوامة 70"، "الزمار"، "للحب قصة أخيرة"، "الصعاليك"، وغيرها من الأعمال التي عُرفت بجرأتها البصرية ورؤيتها الخاصة لعلاقة الإنسان بالمدينة والسياسة والمجتمع.

كما امتدت مشاركاته إلى مشروعات سينمائية خارج حدود مصر في دول مثل ألمانيا، النمسا، السعودية، سوريا، وتونس، إضافة إلى رحلته إلى العراق عام 1998 للمساهمة في حملة "سينمائيون بلا حدود"، التي هدفت إلى دعم السينما في المناطق المتأثرة بالأزمات.

وبتكريم مهرجان القاهرة السينمائي له، يكون عبد السميع قد حصد تتويجًا مستحقًا لمسيرة طويلة حافلة بالإنجازات، وتراث بصري لا يزال حاضرًا في ذاكرة السينما حتى اليوم.

إقرأ المزيد:

فيلم السلم والثعبان 2 يحصد 32.4 مليون جنيهفى شباك التذاكر

أشرف زكي يتراجع رسميا عن استقالته بعد زيارة وفد النقابة إلى منزله

أول تعليق من نادية مصطفى بعد تحويلها للتحقيق بنقابة المهن الموسيقية

الرابط المختصر

search